صبَاحُكم انبلاجٌ الفَجْرِ أعيُن السّمَاءْ.
وَ مسّائُكم يُفتِّقٌ الغَيْمَ, فتَرْتَوِي أرْوَاحَنَا بعَذْبِ هُطُولِكُمْ
مِنْ وَطنِ الغِيَابِ عُمقاً يَهِيجُ الشَّوْقٌ
الشَّوْقُ الى كُلِّ مَنْ غَابَ عن جَنَّة نجم الجزائر
رسَالة الى تِلْكَ الزّهور التِّي ذبلتْ وَ جَفَّ عطرُهَا بَعْدَ أنْ كانتْ تنثُر الرّبِيعَ
في رُبُوع نجم الجزائر
اعْلَمُوا أنَّ غِيَابَكُمْ يَحِزُّ عليْنَا وَ يُسِيلُ مَدَامِعَنَا وَ يُزَعْزِعُ ذِكْرَيَاتِنَا التِّي جمَعَتنَا بكُمْ
الى كُلِّ غائِبٍ و غَائِبَةٍ
الى كُلِّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الابتِعَادْ
الى مَنْ يَعِزُّ عَليْنَا فُراقَهُمْ
اعلَمُوا أنَّ أسمَاءكُمْ لازَالت منقُوشة فِي ذاكرتِنَا
وَ مِساحاتُ نجم الجزائر تمُدُّ جناحيْهَا لاحتِضانِ أنفاسِكُمْ
بالأمْسِ..
كُنْتُم معنَا ...و كُنَّا معكُمْ
نُحَلِّقُ جميعًا في سَمَاء هَمٌسَ آلَقٌلمُ
نُحاكِي القَمرْ..و نهْمِسُ للنّجُوم
كنّا نحتَضِنُ أسماؤكم و نزدادُ لهفَةً لأبجَدِيّتكُمء...
و اليوْم ..
كَمْ موجِعٌ هذَا اليومْ بِدونِكُمْ
غِبْتُمْ عنّا و غابتْ انفاسكمْ..
فصرنَا حينَ نشتاق لكم لا نجدكم ...
و حِينَ نحنّ لأسمَائكم التّي شاركتمُونا بها ..لا نسْمع إلا صدى أصواتنا ...
هِيَ بارِقَةُ الأمَلْ وَحْدَها
تدفَعُنَا الى ذِكْرَاكُمْ
فبالأملِ فقَطْ نذكُرُكُمْ
نذكر و نذكر ... ذلك الأمْس الذّي جَمَعَنَا ...
و ما اروعه مِن أمس ... و يا ليتَه يعود اليوم لا غدا ...
أيُّهَا الغائِبُونْ
نحن هنا نُشرّعُ لكُم أذرُعنا ...
نناديكم ... علَّ الحَنين في قلوبكُم يسمَع ذاك النّداء من قلوبنا ...
ندعو لكُم صادق الدعَاء أينما كنتم ...
و نتمنى لكم الخَير حيثما حللتم ...
رجاءا صادقًا يا كل من كان معَنا بالأمْس
و تَلفتنا اليَوْم فلم نجِد إلا إضاءاتَه السابقة ...
الى كل من عانقَنا بفِكره الوَاعي .. بضحكِه البريء ..
بقلمه الجَاد .. بهمسه الشّعري ..
بعذب حُروفِه .. بمهاراته .. بأي شيء اخَر....
دعوة مخلصة لكل من افتقدناهم ..
سواءا كان غيابكم دائما أو مؤقتاً .. أرسِلها لكم ...
وأنا على يقين بأن قلوب المحِبين لاتحتاج إلى بَريد .. ولا إلى سَاعِي بَريدْ ..
أنا على يقين ...
و ها نحن ندعوكم و كلنا ثقة برجوعكم ..
بأن مسَاحات البَيَاض في قلُوبكم لم تُخْلقَ لِكَيْ تنسى ماضٍ رائع كالذي أهديتمونا إياه...
ورحلتم تاركين قلوبنا في فراغ ... - الله وحده اعلم به -
فكل ورد نثرتموه ما زالت أطيابه تعطر كل ثنايانا
في كل ارجاء هذا الصرح المعمور و تلك القلوب العامرة بحبكم ...
سننتظـركم
الى كل راحل و راحلة ..
كم أتمنى و نتمنى جميعا أن نرى منكم توقيعاً هنا
.. كلمة ..
رسالة ..
عبارة ود ..
فقط لكي نطمئن أنكم ما زلتم بخير و بصحة و ألف عافية ..
إن لم تستطيعوا أن ترجعوا بيننا
فلا تحرمونا من الاطمئنان عليكم ..